جديد وحصري
جديد وحصري
أوووووه سطلانه
سامح مبروك يكتب " أوووووه سطلانه" من سلسلة ترندات وتوباكو*.
انتفض الجميع وقوفًا جاحظة عيونهم، فاغرةً أفواههم، مشدوهين، كمن تجسد أمامه أحد مردة الجن أو الشياطين وعلى الرغم من أن تجسد جنيٌ ما، قد يكون أمرًا طبيعيًا في مكان كوكر الشيخ "حنفي زانطورا"، إلا أن الشخص الذي أحدث هذا الارتباك كان تأثيره على الحضور أعمق وأشد من ظهور الشيطان المزعوم.
كان وقع المفاجأة أعنف على حنفي نفسه، حينما اقتحم الضيف خلوته الخاصة مع إحدى زبائنه، بعد أن قام برفس الباب ودخل بلا إذن ولا سابق ميعاد، حنفي زانطورا أحد المعدودين في مجاله، لا ينافسه إلا القليل، ولا يجرؤ على مقارعته أو مناطحته أهم الشخصيات أو أعتى المجرمين، فإنه ساحر مشهود له بالفساد والجموح، عاهد الشيطان وبصم على عقد بيعته بالدم منذ عقود، إلا أن صاحبنا أهمل هذا كله مع سبق الإصرار والتعمد واقتحم غرفته الخاصة وهو يصيح:
-
يا زانطورا الزفت، وحياة أمك لأربيك؟ اسمعني يالا أنت عارفني كويس، يا بتاع ابتسام العباسية .. ها، بتشتغل من ورايا؟؟ وضدي؟؟ دا أنا أجيبك بلبوص … البيت اللي انت بتبرطع فيه دا، انا اللي بنيتهولك بعد ما كان خرابة، كان زريبة، بتقعد تسكر وفيه وتلعب قمار، سامعني يا زانطورا؟ ولا أقولك يا ابو عمة مايلة زي ما كانوا العيال بيزفوك، عشان تفتكر أصلك؟
-
سياة الموسيقار، يا ألف نهار أبيض، يا ألف أهلا وسهلا، يا تولتمية مرحبا، قومي يا بت إنتي غوري من هنا خلي سياة الموسيقار يستريح، واقفلي الباب وراكي بسرعة، اتفضل يا سيادة الموسيقار استريح، وهدي نفسك خالص، وأنفاس معاليك أوامر، دا احنا خدامين الجزم.
-
هو انت مفكر لما تشتغل لحساب أبوحفيظة من ورايا مش هعرف؟ دا انتوا ريحتكم فاحت في كل حتة، مفكرني نايم على وداني ولا داقق عصافير؟ لا دا انا الموسيقار، أصغر مؤلف نوت موسيقية في مصر، دا أنا استقلت من على خشبة المسرح، دا أنا هحبسكوا كلكوا، انت وأبو حفيظة وكبير عيلة الهلباوية ذات نفسه.
-
يا سياة الموسيقار، دا احنا عايشين تحت جناحك، هو أنا استجري اشتغل مع حد غيرك أو أعاديك، دا لو "حبيب الهلباوي" -كبير الهلباوية- جالي هنا بنفسه، مش بعتلي أبو حفيظة، عمري ما أرضى أحط ايدي في ايده وأعاديك، وبعدين دا انا بقالي سنين شغال تحت رجليك أنت وأولادك، واديك شفت بنفسك شغل آخر سنتين كانوا ميت فل وعشرة، لولا الزفة المنحوسة بتاعة أسوان دي، هي اللي هدت كل اللي عملناه.
-
يعني انت عايز تفهمني ان ولاد الهلباوية اللي عمالين يظربوا في عيال عمال على بطال، لغاية ما بقى عندهم ١١ حفيد، دي جمودية منهم عادي كده، وانا ولادي ميدو وسمير اتربطوا خلاص وبقوا مش عارفين يجيبوا عيال؟ طيب بذمتك الولا ابن الهلباوية اللي اسمه منعم دا حد يصدق انه يجيب عيل من وداد دي؟ وانت كنت فين؟ ما ربطتش الواد منعم دا ليه زي ما ربطنا كتير من عياله الهلباوية قبل كده؟
-
والله ما انا يا سياة الموسيقار،أنا متفق معاك من الأول واللي بيحصل دا شغل حد غريب أنا مش عارفه، وبعدين يا سياة الموسيقار هو أنا عمري رجعت في كلامي معاك قبل كده؟
-
وما ترجعش في كلمتك ليه؟ دا انت اصلا حنفي.
-
لا يا سياة الموسيقار معلش أنا حنفي إسمًا بس، إنما الحنفي فعلًا كلنا عارفينه.
-
إحنا هنهزر يا روح أمك، هتتصرف إزاي في الزفت اللى احنا فيه دا؟
هنا أجفل حنفي قليلًا، ثم تملكه القلق والتوتر، ثم اقترب في حركة سينمائية بطيئة من الموسيقار، وتحدث له بصوت منخفض في أذنه، مما نقل عدوى القلق أيضًا للموسيقار، فانتابته برهة صمت هو الآخر، وبعد لحظات تحول القلق والتوتر على وجه الموسيقار إلى عند وتحفز، وأجاب في حركة سينمائية هو الآخر لحنفي أن أفعل أنا موافق.
بعدها مباشرة هرول حنفي لخارج الغرفة وانتاب المكان كله هرج ومرج وبعد دقائق مرت كالسنين، دخل حنفي للغرفة من جديد ومعه أحد المساعدين، يحمل في يده إناء مملوء بدم حيوان قتل في التو والحين، بينما كان يحمل حنفي عظام آدمية وتراب وبخور.
كان الموسيقار على صمته وهدوئه بينما أجلس حنفي مساعده ووضع بين يديه العظام البشرية وأشعل من حوله البخور، وراح ينثر الدم على وجه المساعد وهو يتمتم بكلمات غريبة، حتى انتابت المساعد تشنجات عنيفة، وفجأة انتفض واقفًا وسلط نظره إلا الموسيقار وخاطبه كأنه شخص آخر.
-
أنا عارفك، مش أول مرة نتقابل، عايز إيه المرادي؟
-
عايزين نركب الهلباوية، ونربط عيالهم، و تفك عيالي ميدو وسمير عشان يجيبوا ٧ ونبقى اكتر من عيال الهلباوية.
-
بس فيه طقوس لازم تتعمل، وانا كبير الجن الأحمر، مش هوافق إني أساعدك إلا لما تعمل اللي يطلب منك بالحرف، ومادام أنا وصلت وطلبت يبقى الرفض معناه الموت.
-
هنعمل كل اللي انت عايزه.
-
انت عارف اسمي إيه؟
-
ما اعرفش لا.
-
هتعرف، والناس كلها هتعرف، انت تلم عيالك كلهم وتركبوا حمير بالمقلوب، وتعملوا زفة تمشي من ميت غمر لبشالوش وانتوا بتغنوا بإسمي كلكوا وإلا هتموتوا كلوكوا، تغنوا وتقولوا: أووووووووه سطلانه.
-
لا دانت جاي تهزر يا ابن الـ —---------تييييت—----------
* ترندات وتوباكو هي مقالات في هيئة قصص قصيرة مستوحاة من ترندات فضاء المنصات الاجتماعية ولا تمثل أي شخصيات أو أحداث حقيقية.